2014/07/26

مقالة مترجمة عن التوجه الجنسي والمثلية الجنسية


التوجه الجنسي والمثلية الجنسية 

اجابات لأسئلتك .. من أجل فهم أفضل 
منذ عام 1975 ومنظمة الصحة النفسية الامريكية قد أخذت على عاتقها تغيير كارثة الفهم الخاطئ عن كون المثليين والمثليات مصابين بمرض عقلي. 


ما هو التوجه الجنسي؟ 
التوجه الجنسي يعني التوجه العاطفي والرومانسي و/أو الانجذاب الجنسي تجاه الرجال ، النساء ، أو كليهما. 
التوجه الجنسي أيضاً يعبر عن شعور الشخص بهويته استناداً على نوع الانجذاب الذي يشعر به ، التصرفات المصاحبة ، وميله لأن يكون عضواً في مجتمع صغير يشاركه هذه الاهتمامات. 
الابحاث عبر عشرات السنين اوضحت أن التوجه الجنسي يتراوح ما بين الانجذاب الحصري للجنس الآخر وصولاً إلى الانجذاب الحصري لنفس الجنس. 
وهكذا فإن التوجه الجنسي عادة تتم مناقشته من خلال ثلاثة تصنيفات أساسية: 
1. المغايرة المثلية (Heterosexual) حيث المشاعر ، العاطفة و/أو الانجذاب الجنسي يكون لأفراد من الجنس الآخر. 
2. المثلية الجنسية (homosexual/gay/lesbians) حيث المشاعر ، العاطفة ، و/أو الانجذاب الجنسي يكون لأفراد من نفس الجنس. 
3. ثنائي الجنس (bisexual) حيث المشاعر ، العاطفة ، و/أو الانجذاب الجنسي يكون لكلا الجنسين للرجال والنساء. 
هذه التصنيفات لتصرف والانجذاب واضحة في مجتمعات ودول كثيرة في مختلف أنحاء العالم ، ومجتمعات كثيرة تقوم باستخدام تسميات للهوية (identity labels) لوصف الاشخاص الذين لديهم هذه الميول. 
ومن أكثر التسميات الشائعة استخداماً : ليزبيان/ليسبيان (lesbian) للنساء المنجذبات للنساء و جايز (gay men) الرجال المنجذبين للرجال والبايسيكشوال/ثنائي الجنس (bisexual people) للرجال والنساء المنجذبين لكلا الجنسين. 
وعلى العموم فهناك أشخاص قد يستخدمون تسميات أخرى لوصف أنفسهم وهناك من يكرهون وضع أنفسهم تحت تسمية بعينها. 
التوجه الجنسي يختلف عن المكونات الأخرى للجنس والنوع ، حيث الجنس البيولوجي (الصفات التشريحية والفسيولوجية والصفات الجينية المصاحبة مع كون الفرد ذكراً أو أنثى) وهوية النوع (الاحساس النفسي للشخص بأنه ذكر أو أنثى) والنوع الاجتماعي (العادات والتقاليد التي تحدد التصرفات اللائقة أنثوياً وذكرياً). 
التوجه الجنسي عادة تتم مناقشته كما لو كان وحده المحدد لخصائص الفرد مثله مثل الجنس البيولوجي وهوية النوع والسن. 
هذا المنظور قاصر بالطبع حيث أن التوجه الجنسي يحدد من حيث العلاقات مع الآخرين ، الناس بطبيعة الحال يعبروا عن توجههم الجنسي من خلال سلوكياتهم مع الآخرين ، بما في ذلك الاجراءات البسيطة مثل مسك الأيدي أو التقبيل. 
وهكذا فإن التوجه الجنسي وثيق الصلة بالعلاقات الشخصية الحميمة التي تلبي الاحتياجات العميقة للحب والتقارب والحميمية، وبالإضافة إلى السلوك الجنسي فإن التوجه الجنسي يشمل أيضاً الروابط اللاجنسية بين الشركاء ، الأهداف المشتركة والقيم المشتركة والدعم المتبادل والالتزام المستمر. 
ولذلك فإن التوجه الجنسي ليس مجرد صفة شخصية للفرد ، ولكنه يعرّف بمجموعة من الناس يميل الفرد داخلهم أن يبحث عن سبيل للعثور على تلبية وتحقيق علاقات عاطفية تشكل عنصراً أساسياً من عناصر الهوية الشخصية لديه.



كيف يعرف الناس أنهم مثليين/ مثليات أو ثنائي الجنس؟

وفقاً للمعرفة العلمية والأكاديمية الحالية ، فإن عوامل الجذب الأساسية التي تشكل أساس التوجه الجنسي للبالغين تظهر عادة بين الطفولة المتوسطة والمراهقة المبكرة. وهذه الأنماط من الانجذاب العاطفي والرومانسي والجنسي من المكن أن تنشأ دون أي تجربة جنسية سابقة. من الممكن أن يظل الشخص عازباً ويبقى على علم بتوجهه الجنسي سواء كانت امرأة مثلية ، رجل مثلي أو مغاير الجنس. 
,العديد من المثليات والمثليين ومغايري الجنس لديهم تجارب متفاوتة بشأن ميولهم الجنسية بعض الناس يعرفون أنهم مثليين لفترة طويلة قبل أن يقوموا فعلاً بعلاقات مع أشخاص آخرين. وبعض الناس يدخلون في نشاطات جنسية مع نفس الجنس و / أو من الجنس الآخر) قبل أن تتعين لديهم تسمية واضحة لميولهم الجنسية. التحيز والتمييز يجعل من الصعب على كثير من الناس الاعتراف والتماشي مع هوياتهم وتوجههم الجنسي وذلك قد يدعو البعض للقول بأن الهوية الجنسية المثلية قد تكون عملية بطيئة في الظهور. 


ما السبب في أن يكون شخص ما له اتجاه جنسي معين؟

ليس هناك اتفاق تام بين العلماء حول الأسباب الحقيقية لتطور الهوية الجنسية لفرد ما ليكون مثلي / مثلية ، ثنائي الجنس ، أو مغاير الجنس ، على الرغم من وجود كثير من الأبحاث والدراسات عن احتمالية تدخل التأثيرات الوراثية ، الهرمونية والاجتماعية والثقافية وتأثير النشأة في تكون أساس للتوجه الجنسي ، ولكن لا توجد نتائج محددة تتيح للعلماء تحديد سبب محدد أو عامل بعينه أو عدة عوامل بذاتها لتكون هي السبب المباشر لظهور التوجه الجنسي، وكثير من الأفكار تتوجه حالياً نحو كون الطبيعة ورعاية أو تغذية هذه الطبيعة كليهما يلعبان دوراً معقداً في الأمر ، بينما تجارب الناس الشخصية تلعب دوراً ضئيلاً أو لا دور نهائياً في اختيار توجههم الجنسي.


هل المثلية الجنسية هي أحد أنواع الاضطراب العقلي؟

لا ، والتوجهات المثلية وثنائية الجنس ليست اضطرابات ، وقد اتفقت الأبحاث العلمية أنه لا يوجد ارتباط أصيل بين أي من هذه التوجهات الجنسية وعلم النفس المرضي، فمغايري الجنس ومثليي الجنس كليهما من الجوانب الطبيعية للجنس لدى البشر، وقد تم توثيق وجود المثلية في مختلف الثقافات والعصور التاريخية ، وعلى الرغم من استمرار القوالب النمطية التي تصور المثليين والمثليات وثنائي الجنس على أنهم من المضطربين ، إلا أن عقود من البحث العلمي والتجارب السريرية وجميع المنظمات الصحية والطبية والنفسية في الولايات المتحدة الأمريكية (وفي جميع الدول المتقدمة علمياً) وصلت إلى استنتاج أن هذه التوجهات تمثل شكل من أشكال الطبيعة في التجربة الانسانية، وأن العلاقات المثلية للمثليين والمثليات ولثنائي الجنس ، علاقات طبيعية تشكل شكل طبيعي من الترابط الإنساني ، ولذلك فإن هذه المنظمات الرئيسية من فترة طويلة قررت التخلي عن تصنيفات الشذوذ الجنسي كنوع من أنواع الاضطراب العقلي.


وماذا عن العلاج الذي يهدف إلى تغيير التوجه الجنسي للمثليين ليصبحوا مغايري الجنس؟

لقد أعربت جميع المنظمات الكبرى للصحة النفسية رسمياً عن مخاوف بشأن العلاجات التي تروج لتعديل الميل الجنسي ، فحتى الآن لا توجد بحوث علمية كافية لإظهار أن العلاج الذي يرمي على تغيير التوجه الجنسي (والتي تسمي أحياناً علاج تعويضي أو تحويلي) هي آمنة أو فعالة ، وعلاوة على ذلك يبدو من المرجح أن تعزيز العلاج يقوي بالتبعية الصور النمطية للمثلية ويساهم في خلق مناخ سلبي للمثليين والمثليات وثنائي الجنس ، بخاصة لهؤلاء الأفراد الذين ينشأون في بيئات دينية أكثر تحفظاً. 
على صعيدٍ آخر كانت هناك ردود فعل مفيدة من المعالجين للأفراد المصابين بارتباك حول ماهية وطبيعة انجذابهم لنفس الجنس ، فعند مساعدة مثل هؤلاء الأشخاص على التعايش والتكيف مع التمييز الاجتماعي ضد المثلية ، يتم بنجاح حل المشكلات المصاحبة للصراع الداخلي لديهم ، وبالتالي يتسبب ايجابياً إلى وصول مثل هؤلاء لحياة سعيدة ومرضية. 
منظمات الصحة العقلية الأكاديمية تدعو جميع أعضائها على احترام الشخص (طالب المشورة أو العلاج) واحترام حقه في تقرير مصيره ، مع الاعتبار الكامل لثقافة الشخص وعرقه وعمره وهوية النوع لديه وهويته الجنسية وتوجهه الجنسي ، وكذلك الاعاقات التي قد يواجهها في العمل ويتم التعامل مع كل هذه الخصائص الفردية والقضاء على العوائق التي قد تواجه الفرد نتيجة هذه الخصائص.


ما هو الخروج (Coming out/coming out of the closet) ولماذا هو مهم؟

تستخدم عبارة "الخروج" لتعبر عن عدة جوانب من اختبارات الشخص المثلي ، المثلية ، ثنائي الجنس: 
الوعي الذاتي بالانجذاب لنفس الشخص ، إعلام شخص أو عدة أشخاص عن هذا النوع من الانجذاب ، والكشف على نطاق واسع عن هذا الانجذاب لنفس الجنس، وتعريف الشخص لنفسه وسط مجموعة المثليين المثليات أو ثنائي الجنس. 
الكثير من الاشخاص يترددون قبل "الخروج" نتيجة لمخاطر مواجهة التمييز والتحيز، بعض الاشخاص يفضلون بقاء هويتهم سراً ، بعضهم يختار "الخروج" بشكل ضيق النطاق ، والبعض يختار "الخروج" بشكل واضح وأمام الجميع. 
يعتبر "الخروج" خطوة نفسية هامة لأي مثلية ، مثلي أو ثنائي الجنس ، الأبحاث أوضحت أن الشعور الإيجابي تجاه التوجه الجنسي للفرد وإدماجه في الحياة يعزز الصحة النفسية والعقلية للفرد. 
هذا الادماج غالبا ما يتضمن الكشف عن هوية الفرد لآخرين ، وقد يستلزم أيضً المشاركة في المجتمع المثلي ، فإن قدرة الفرد على مناقشة هويته الجنسية مع آخرين ايضاً تزيد من إتاحة الدعم الاجتماعي ، الذي هو بطبيعة الحال هام وضروري للصحة العقلية والنفسية. 
كما هو الحال في مغايري الجنس فإن المثليين والمثليات وثنائي الجنس أيضاً يستفيدون ايجابياً من قدرتهم على مشاركة حياتهم والحصول على الدعم من عائلاتهم وأصدقائهم ومعارفهم، ولهذا فليس من المستغرب أن يكون المثليين والمثليات وثنائي الجنس الذين يميلون لإخفاء طبيعة توجههم الجنسي أكثر عرضة للاضطرابات العقلية والنفسية من المثليات والمثليين وثنائي الجنس الذين هم أكثر انفتاحاً ، بل ويكونون أكثر عرضة حتى لاضطرابات الصحة الجسدية والاصابة بالأمراض.
ماذا عن التوجه الجنسي و"الخروج" خلال فترة المراهقة؟
المراهقة هي الفترة التي يبدأ فيها الأفراد في الانفصال عن والديهم وعائلاتهم والبدء في ممارسة المزيد من التحكم الذاتي، المراهقة قد تكون أيضاً فترة للتجارب والعديد من الشباب يتساءلوا عن مشاعرهم الجنسية ، فإدراك المشاعر الجنسية هي مرحلة طبيعية من النمو بالنسبة للمراهقة ، وأحياناً بعض المراهقين تكون لديهم مشاعر او تجارب تجاه نفس الجنس ، مما يتسبب لبعض الارتباك حول طبيعة توجههم الجنسي ، هذا الارتباك يتلاشى تدريجياً بمرور الوقت ، بنتائج نهائية مختلفة للأفراد المختلفين.
بعض المراهقين يرغبوا ويدخلوا في تصرفات مثلية مع نفس الجنس ، ولكن لا يعرفوا أنفسهم على أنهم مثليين أو مثليات أو ثنائي الجنس بسبب القلق من وصمة العار المصاحبة مع كون الشخص غير مغاير جنسيا، وبعض المراهقين يختبروا استمرار مشاعر الانجذاب لنفس الجنس ولكن لا يدخلوا بأنفسهم في أية تجارب جنسية بل وبعضهم يتوجه لعلاقات مع الجنس الآخر لفترة من الزمن. بسبب نفس القلق من وصمة العار المصاحبة لكون الشخص غير مغاير جنسياً وقد يبقى بعض الشباب يحملون مشاعر الانجذاب نحو نفس الجنس لسنوات عديدة قبل أن يصبحوا فعلياً مرتبطين بعلاقات مع شركاء من نفس الجنس أو يكشفوا عن ميولهم للانجذاب لنفس الجنس.


ما الدور الذي يلعبه التحيز والتمييز في حياة المثلي والمثلية؟

يواجه الكثير من المثليين والمثليات التحيز والتمييز بل والعنف أحياناً بسبب ميولهم الجنسية ، والتحيز والتمييز الشديدين انتشرا بصورة واسعة منذ ظهور المثلية ، وبالرغم من أنه في الدول المتحضرة بدأت تظهر الأصوات المعارضة للتمييز الجنسي والعنف الموجه ضد المثليين والمثليات إلا أنه لازال المثليين والمثليات يواجهون الكثير من التحيز و التمييز والعنف بكافة أشكالهم في مختلف البلدان التحيز والتمييز يوجد بمستويات متفاوتة وفي الواقع قد يتعرض بعض الأشخاص من ثنائي الجنس للمضايقات والتمييز من المثليين ومن المثليات كما هو الحال لتعرضهم للمضايقات من المغايرين جنسياً. 
التمييز ضد التوجه الجنسي يتخذ أشكالاً عدة ، قد ينعكس في التحامل على الأشخاص المثليين والمثليات ، وفي ارتفاع معدل المضايقة والعنف الموجه نحو المثليين ، في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي على سبيل المثال تشير الاستطلاعات أن العديد من التحرشات اللفظية والاعتداءات الجنسية والمضايقات تعتبر حالات عالمية وتتم في حالات التمييز الشديدة ضد المثليين والمثليات ، أيضاً التمييز ضد المثليين والملثيات وثنائي الجنس في العمل والسكن منتشر على نطاق واسع. 
الإيدز أو وباء نقص المناعة البشرية ، هي مجال آخر للتحيز والتمييز ضد المثلية الجنسية والثنائية الجنسية من قِبَل الناس ، مما تسبب في الفترات الزمنية السابقة عندما ظهر المرض بافتراض أن الإيدز يشكل مرض خاص بالمثليين جنسياً (مرض من أمراض مثليي الجنس وحسب) وهو المفهوم الخاطئ الذي ساهم بشكل كبير في تأخير معرفة الاضطرابات الاجتماعية الضخمة التي من شأنها أن تتسبب في مرض الإيدز وبالتالي علاجها. 
بينما في واقع الأمر الرجال المثليين وثنائي الجنس يصابون بالمرض بشكل غير متناسب وقد ساهم الاعتقاد الخاطئ للكثيرين أن كل المثليين والمثليات وثنائي الجنس مصابين بالايدز في مزيد من التحيز والاحتقار الموجه للمثليين والمثليات وثنائي الجنس. 


ما هو الأثر النفسي الذي يسببه كل من التحامل والتمييز؟

للتحيز والتمييز الكثير من الآثار الاجتماعية والشخصية ، فعلى الصعيد الاجتماعي التمييز والتحيز ضد المثليات والمثليين وثنائي الجنس ينعكس في الصور النمطية الحياتية لأفراد هذه الجماعات، هذه الصور النمطية الحياتية تبقى قائمة حتى ولو يتم تدعيمها بأدلة على التمييز والتحيز وعادة ما تستخدم هذه الصور النمطية الحياتية كتبرير لعدم المساواة في التعامل للمثليين والمثليات وثنائي الجنس. 
على سبيل المثال ، محدودية فرص العمل وعدم قبول العلاقات كصداقات وعلاقات ودية مع افراد مثليين ومثليات وثنائي الجنس يتم تبريره بأن الصور النمطية الحياتية لهؤلاء الأفراد غير مقبولة. 
على المستوى الفردي ، قد يتسبب التحيز والتحامل في آثار سلبية بخاصة إن كان المثلي أو المثلية أو ثنائي الجنس يميل إلى إنكار أو تجاهل حقيقة توجههم الجنسي ، بالرغم من أن الكثير من المثليات والمثليين قد تعلموا كيف يتعايشون مع وصمة العار الاجتماعية كونهم مثليين ولكن هذا النمط من التحيز يبقى ذا تأثير سلبي جاد على الصحة والصحة النفسية. 
قد يتفاقم تأثير هذا التحيز والشعور بوصمة العار كون الفرد مثلياً أو ثنائي الجنس نتيجة خصائص أخرى ، كالعرق والدين والاعاقات الجسدية أو أي ظروف شخصية اخرى قد تزيد من التأثير السلبي للتحيز. 
هذا التحيز الواسع الانتشار ضد المثليات والمثليين وثنائي الجنس يتعلق بالصحة العقلية للآخرين وغالباً ما يكون التحيز الجنسي والتمييز الناتج عن التوجه الجنسي للافراد والعنف الموجه للمثليين والمثليات مصدر رئيسي من الضغط والازعاج للمثليين والمثليات وثنائي الجنس ، وعلى الرغم من أن الدعم الاجتماعي يلعب دوراً هاماً في التعايش مع الضغط والتحيز والعنف الناتج عن رهاب المثلية والتمييز ، لكن هذا الدعم يفتقده الكثيرين من المثليين والمثليات وثنائي الجنس في بلدان ومجتمعات كثيرة.


ماهي طبيعة العلاقات بين فردين من نفس الجنس؟

تشير الأبحاث أن العديد من المثليات والمثليين وثنائي الجنس يريدون ولديهم علاقات ارتباط والتزام تجاه الطرف الآخر ، التصور التقليدي عن المثليات والمثليين وثنائي الجنس مازال قائماً ، على الرغم من أن الدراسات أثبتت أن هذا التصور خاطئ ، فمثلاً التصور التقليدي يدّعي أن العلاقات بين المثليات والمثليين فاشلة وغير سعيدة برغم الأبحاث التي وجدت أن كلاً من الزوجين مثليي الجنس والزوجين المغايرين الجنس لديهم نفس النسبة من احتمالية التوافق في العلاقة ونجاح الالتزام المتبادل. 
تصور تقليدي نمطي آخر عن العلاقات بين المثليات والمثليين وثنائي الجنس عن أنها غير مستقرة ، وفي واقع الأمر برغم العداء الاجتماعي تجاه العلاقات بين مثليي الجنس فإن الأبحاث أثبتت أن الكثير من المثليات والمثليين وثنائي الجنس يكونون علاقات دائمة. ويعد من المنطقي أيضاً الإشارة إلى أن الاستقرار في العلاقة بين مثليي الجنس من الممكن تعزيزه في حال أن كلا من طرفيّ العلاقة يتمتع بنفس المستوى من الدعم والتقدير لعلاقتهم كما هو الحال بالنسبة للدعم والتقدير الممنوح لأي زوجين من مغايري الجنس (الحقوق القانونية والمسئوليات المرتبطة بالزواج). 
التصور التقليدي النمطي الخاطئ الثالث هو أن الأهداف والقيم لدى الأزواج المثليات ، المثليين وثنائي الجنس تختلف عنها في الأزواج مغايري الجنس. وفي الواقع الأبحاث وجدت أن العوامل التي تؤثر على الرضا في العلاقة والالتزام والاستقرار هي نفسها سواء كان طرفي العلاقة من مثليي الجنس المرتبطين في علاقة دائمة أو من مغايري الجنس المتزوجين. 
تتوافر بحوث أقل عن تجربة الارتباط بين الناس المصنفين كثنائي الجنس ، لو كان هؤلاء الأفراد في علاقة مع نفس الجنس ، يكونون عرضة لمواجهة التحيز والتمييز تماماً كما لو كانوا مثليين أو مثليات، ولو كان هؤلاء الأفراد في علاقة مع شخص من الجنس الآخر عادة ما تتم معاملتهم كما لو كانوا مغايرين جنسياً إلا إن قرروا "الخروج" والكشف عن هويتهم كمثلي الجنس وفيه هذه الحالة عادة ما يواجهوا أيضاً بعض التحيز والتمييز كحال المثليين والملثيات. 


هل من الممكن أن تكون المثليات والمثليين آباء جيّدين؟ 

العديد من المثليات والمثليين هم آباء ، وآخرين يتمنوا أن يصبحوا آباء ، نتيجة لتزايد الظهور الاجتماعي ووضوح الوضع القانوني للمثليات والمثليين بدأ البعض في التساؤل بقلق متزايد حول مدى صحة وسلامة الأطفال الموجودين في مثل هذه العائلات. أغلب هذه الأسئلة هي مبنية على أساس الفكر النمطي التقليدي السلبي عن المثليات والمثليين. 
أغلب الأبحاث حول هذه المسألة تساءلت عن ما إذا كان الأطفال الذين تتم تربيتهم بواسطة أهل مثليين ومثليات هم في ظروف أصعب ويواجهون مشكلات أكثر مقارنة بالأطفال الذين تتم تربيتهم بواسطة أهل من المغايرين جنسياً. 
أغلب هذه الأسئلة الشائعة وأجوبتها هي كالتالي:
1. هل أطفال المثليات والمثليين لديهم مشاكل تتعلق بهويتهم الجنسية أكثر مما لدى أطفال المغايرين جنسياً؟ فعلى سبيل المثال هل هؤلاء الأطفال تنمو لديهم مشاكل في تحديد هويتهم الجنسية و/أو فهم كينونة نوعه كونه ذكر أو أنثى؟ الإجابة على هذا السؤال من الأبحاث هي واضحة تماماً فإن الهوية الجنسية وفهم الهوية النوعية والتوجه الجنسي تنمو في أطفال المثليات بنفس الطريقة تماماً كما في أطفال مغايري الجنس ودون أدنى اختلاف ، بينما قليل من الدراسات تتوافر حالياً بالنسبة لأطفال المثليين.
2. هل الأطفال الذين تتم تربيتهم بواسطة مثليات أو مثليين لديهم مشكلات في نمو الشخصية؟ وعلى سبيل المثال هل أطفال المثليات والمثليين هم أكثر عرضة للانهيار العقلي؟ هل لديهم مشاكل سلوكية أكثر؟ هل هم أقل صحة نفسية من الأطفال الآخرين؟ ومرة أخرى الأبحاث المختصة بالشخصية ومفهوم الذات والسلوك أظهر قدر طفيف من الاختلاف لأطفال المثليات مقارنة بأطفال المغايرين جنسياً. ومرة أخرى دراسات أقل متاحة بخصوص أطفال المثليين.

منقول عن :